انتشار الخيول العربيه الاصيله
يرجح أن أول وصول للحصان العربي إلى أوروبا كان بطريق غير مباشر من خلال إسبانيا وفرنسا. وطريق آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا من خلال المحاربين العائدين من الحملات الصليبية التي بدأت في عام 1095م، حيث ان من خلال هذه الحملات وصلت الجيوش الأوروبية إلى صحراء فلسطين وعاد الكثير من الفرسان بالخيول العربية التي حصلوا عليها من غنائم الحرب. وبنهاية عصر الفرسان وخيول الحرب الثقيلة المدرعة، استخدم الحصان العربي وأنساله لتكوين سلاح الفرسان لتكون خيوله أسرع، وأكثر رشاقة، وذات دروع خفيفة، واستمر هكذا الحال حتى القرن العشرين.
مصدر مهم آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا حدث عندما أرسلت الدولة العثمانية 300,000 فارس إلى المجر عام 1522. إذ أن العديد من الفرسان الأتراك كانوا يمتطون خيولا عربية أصيلة. وفي عام 1529م وصل الجنود العثمانيون إلى فيينا، وهناك استطاعت الجيوش البولندية والمجرية إيقافهم وأسرت هذه الجيوش الخيول من الفرسان المهزومين. وبعض هذه الخيول قدمت إلى المزارع الأساسية في شرق أوروبا كمصدر للخيول العربية الأصيلة.
برنامجا الاستيلاد: البولندي والروسي
مع تزايد أهمية سلاح الفرسان خفيف الحركة، امتازت الجيوش التي تملك خيولاً عربية عن غيرها من الجيوش، لِمَا تملكه هذه الخيول -ذات الدماء العربية- من خفة في حركة وقدرة على التحمل. لذلك قام العديد من الملوك بدعم مزارع الاستيلاد الضخمة التي توفر الخيول العربية للسلالات المحلية. أحد هذه الأمثلة المزرعة المَلَكيَّة في كنيزسنا - بولندا في عهد الملك زيجمونت الثاني أغسطس؛ والمثال الثاني هو المزرعة المَلَكية الروسية لإمبراطور روسيا بطرس الأكبر.
امتلك مُرَبُّو الخيول العربية الأوربيون خيولاً أُخرى مباشرة من الصحراء أو من خلال المتاجرة مع العثمانيين. في روسيا، امتلَكَ الكونت أليكسي أورلوف العديد من الخيول العربية، مِن ضِمنها الفحل سميتانكا والد الحصان أورلوف تروتر أسرع الخيول في أوروبا ذلك الحين (وُلِدَ الكونت في 1737 وتُوفي في 1807). زوَّدَ أورلوف الإمبراطورة كاثرين الكبرى بخيول عربية. وامتلكت الإمبراطورة 12 فحلاً أصيلاً و 10 فرسات عام 1772 م. لاحقاً، وبزيادة الحاجة إلى استيلاد خيول عربية، قام اثنان من العائلة الملكية الروسية - الكونت ستروجانوف والبرنس ششرباتوف - بإنشاء مزرعة استيلاد عام 1889.
في بولندا. تم استيراد الخيول من المنطقة العربية بما في ذلك خيول الأمير هيرونيموس شانكوزيسكو (1743-1812) مُنشئ المزرعة سلاووتا. أول مزرعة خيول عربية تديرها الدولة تم إنشاؤها بمرسوم من الأمبراطور الروسي ألكسندر الأول عام 1817، تحت اسم جانوف بودلاسكي في القرية التي تحمل نفس الاسم. بحلول عام 1850 وصلت المزارع الكبرى في بولندا إلى مرحلة الرسوخ.
وسط وشرق أوروبا
شهد القرن الثامن عشر الميلادي إنشاء معظم مزارع الخيول العربية الكبرى في أوروبا، المتخصصة في المحافظة على نقاء الخيول العربية. أنشأ البروسيون المزرعة الملكية عام 1732, كان الغرض الأولى لإنشائها هو تزويد الاسطبلات الملكية بالخيول العربية، لكن سرعان ما تم إنشاء العديد من المزارع الأخرى التي تخدم أغراضا أخرى، منها تزويد الجيش البروسي بالخيول العربية. برامج الاستيلاد هذه بدأت من خلال عمليات تهجين بين الحصان العربي والخيول المحلية. بحلول عام 1873 شعر المراقبون الإنجليز تفوق مطايا سلاح الفرسان البروسي من حيث التحمل مقارنة بمطايا الإنجليز. نسب المراقبون الإنجليز هذا التفوق إلى الأسلاف العربية للخيول.
مزارع حكومية أخرى تشمل مزرعة بابلونا في المجر، التي جرى إنشائها عام 1789, ومزرعة فيل في ألمانيا (حاليا اسمها فيل-مارباخ أو مزرعة مارباخ) التي أنشأها الملك وليم الأول ملك فيتيمبرك عام 1817. الملك الإنجليزي جيمس الأول ملك إنجلترا استورد أول فحل عربي إلى إنجلترا عام 1616. كما أدخلت الخيول العربية في السباق الأوروبي لتربية الخيول، خاصة في إنجلترا من خلال الثلاثة خيول دارلي أرابيان، بيرلي تورك، جودولفين أرابيان والثلاثة فحول هم أساس سلالة ثوروبريد الحديثة. ملوك آخرين امتلكوا خيولا عربية كخيول خاصة في العادة. أحد أشهر الفحول العربية في أوروبا هو مارينجو، وقد كان الحصان الحربي الذي امتطاه نابليون بونابرت.
خلال القرن الثامن عشر الميلادي ازدادت الحاجة إلى الخيول العربية لتحسين السلالات الأوربية المحلية لخيول سلاح الفرسان للجيوش الأوربية، مما أوجد الحاجة إلى زيادة الرحلات إلى الشرق الأوسط. ملكة أسبانيا إيزابيل الثانية أرسلت ممثلين عنها إلى الصحراء العربية لشراء الخيول وبحلول عام 1847 تم إنشاء هيئة تسجيل. خليفة الملكة، الملك ألفونسو الثاني عشر، استورد خيولا أصيلة أخرى من دول أوربية أخرى. بحلول عام 1893 جرى إنشاء المزرعة الحكومية يوجادا ميليتار في قرطبة بأسبانيا لتربية كلا من الخيول العربية والأيبيرية. ظلت الجيوش مشاركة بشدة في عمليات استيراد وتربية الخيول العربية في أسبانيا بشكل جيد حتى بدايات القرن العشرين، ولا تزال مزرعة يوجادا ميليتار موجودة حتى عصرنا هذا.
هذه الفترة شهدت أيضا فترة من السفريات المعتبرة إلى الشرق الأوسط من قبل المواطينين الأوربيين وبشكل طفيف النبلاء، وخلال هذه السفريات، لاحظ عدد من المرتحلين أن الحصان العربي كسلالة نقية أصيلة مهددة بسبب الأشكال الحديثة للحرب، زواج الأقارب، والمشاكل الأخرى تسببت بنقص أعداد الخيول المملوكة للبدو بشكل متسارع. عند نهاية القرن التاسع عشر، بدأ بعيدو النظر بشكل جدى العمل على جمع أفضل الخيول العربية الأصيلة قدر ما أمكنهم من أجل الحفاظ على نقاء وأصالة الحصان العربي للأجيال القادمة. أشهر الأمثلة علي ذلك هي الليدي آن بلنت ابنة آدا لوفلايس وحفيدة البارون بايرون السادس
.jpeg)
رائع
ردحذف